تساؤلات سناء الشعلان بنت نعيمة في روايتها (أدركها النّسيان)
تساؤلات سناء الشعلان بنت نعيمة في روايتها (أدركها النّسيان)
تدور أحداث الرّواية في بيت الأيتام ، بين طفلين يتيمين . الضّحاك سليم وبهاء اللذين الضحاك سليم يوفّق ظاهرياً ويكون اُستاذ جامعي اَمّا بِهاء فعضّتها أنياب الدّهر وتسلب اِجتماعيّاً وتُهمّش اِنسانيّاً لدرجة أن أصبح هذا الجسد الّذي يحملُ مِن روح طيّبة لا تَملكهُ وتصاب بالسرطان بَل وينتقل السّرطان لذاكرتها . عاش الإثنين في مَلجأ للأيتام وافترقا بَعد أن تفرّقَت بِهم سُبل الدروب,
سبعة وستون عاماً لم تُسرِق مِن شَبابه ونشاطِه وابتسامتهِ إلّا القليل غير المأسوف عليه من ذلك كلّه ؛ في حين أعطته هناء وخبرة وتجربة وألمعية تفوق هذه السنين الطّويلة المزدحمة بالعمل ولإنجاز والتّطواف في دنيا الله وأزمان الانتظار وسهوب الكاتبة, ص 9
ومن هنا يبدأ التأسيس لتعميق الإشكال الذي سيخرج بالنص من المألوف ؛ وبذل أن يتمكن البطل من إيجاد مكاناً واضح ؛ يدخل بنا في لغة سردية من هذا النوع.
بعد أن تستعرض الشعلان محطات نفسيه موجعه أرادت توظيف هذه المحطات لنقد أو تسليط الضوء على أنياب المجتمع كيف تفعل فعلتها بالضحايا ضباع تجرح وتأكل من الضحية وهي تنظر كيف جسدها يؤكل ويرض العظم؛ لتصعد الحبكة من السارد يقص علينا ما مر بذاكرته ولقاءه بحبيبته بهاء رغم الأجنحة المتكسرة وطبع قبلته على شفتيها ؛ وهو ما عبر عنه بالصفحات 296 وبعدها
الشعلان لا تحدثنا عن النسيان بشكل مباشر بالنسيان الذي يعتبر كيميائية لأمل منشود وضاع كل ما عداه فانتقلت بصورة سحرية من الإيحاءات والتلميح إلى الصورية عندما
وصف حياتها بعد أن فقدت عذريتها ؛بالشكل واضح؛ أصبحت الأحداث صورية ؛ أي أن الرواية ؛ أخذت تستحوذ كامرة الحروف ثلاثية الأبعاد ؛ أصبحت: وصلتُ الأربعين من عمري ؛ وأدركت أنّها فرصتي الأخيرة لنشر إبداعاتي القصصيّة والرّوائية قبل أن ينقضي الباقي من حياتي” ص194 وما بعدها ثم تحولت للأرض الواقع أخذت تتحدث للضحاك عما مرت به من هول السرطان الذي أكل ذاكرتها الشعلان في روايتها هذه جبل سردي لا ترينا القمة بل تجعلنا نقف عند جبل التساؤلات التي تريد نسيانها من منطلق جديد
الضّحّاك سليم بطل الرواية و بهاء عاش حياة اليتم و الغربة المأساوية.. من الميتم إلى الشارع إلى التبني و الحياة القاسية التي عاشها سليم الضّحّاك مع عمه، كما تتساءل عن الذّاكرة و عطبها، و هل أدرك الذّاكرة أي عطب؟ أم أنّ العطب حول حياتهما إلى المأساوية في الميتم؟ فالإثنان عانيا من طفولة مؤلمة.. تعنيف.. استلاب لطفولتهم. عدم الإحساس بمرحلة النمو و المراهقة مع شظف العيش بالغربة داخل محل إيوائهما في ملجأ الأيتام. الضحاك الذي قرر أن يجاري حبيبته في لعبة النسيان الذي عجز أن يأخذها لمستقبل أفضل قرر أن يحرق المذكرات التي كلها سياط من عذاب لتستيقظ البطلة من سبات الموت وتفيق من غيبوبتها
هذال الجبل من التساؤلات التي تركته لنا الشعلان ما الذي تريد أن تقوله؟ توقفت لتترك للمتلقي ما الذكريات التي يريد نسيانها كلا منا,
الذًكريات هي هويتنا الأخرى التي نخفي حقيقتها عن الآخرين علينا أن نحرق كل ما هو مؤلم لنا من حياتنا الماضية لنطلق من جديد كما فعل الضحاك فدبت الحياة بجسد حبيبته بهاء ولذلك تأتينا الشعلان بسبق نفسي اجتماعي إن الإنسان قادر على حرق كل ما هو معكر لصفو حياته أسوة بعالم النفس فرويد قبل مائة عام
وهذا ما أكدته الدراسات أن الدماغ يحمل آلية في نقل آليات التذكر ممكن تعطيل تلك النواقل
الشعلان التي تقول اُمّي أنجَبتني مِن روحِها وعقلِها فأي روح وأيّ عقل هذا الّذي أنجبَ ماساً بَشريّاً مُجرّد تساؤل ؟ أدناه صورة الأكادمية الأديبة سناء الشعلان .