منذ ثلاثين عاماً بجامعة الموصل التقينا ثم افترقنا في دروب الحياة وأودية السنين فلم يلتفت منا لموقع نبل ذكراه أو ايقاع رقصة الأيام وكركرة الليالي… افترقنا ولم نكن نعي أن وداعنا سيكون أزلياً. ولم أكن يومها أعلم أن وداعنا هو آخر ومضة تلتمع عيوننا فيه سوية...
افترقنا وكانت شهقة الوداع الأخيرة
.أحمد إبراهيم من قريه حصار في كركوك طلبت من الأخ
أبو منهل الجبوري
أن يبحث وبعد ثلاثة أيام تأتيني العبارة التالية (أبو عمر
لقد تأكد لدينا أن صديقك أحمد إبراهيم وللأسف فقد طالته يد المنون
الله يرحمه) فكنت كالطير الذي يفقد سربه فاختنقت الذكرى ورددت صدى أيامنا الأيام ومقاعدنا لازالت تعصف بعطر الشباب كنت آمل أن أبوح له مثلما وعدته أني وبنتي سنأخذ صورة بنفس المكان الذي قلت له سأتزوج وستكون أول صورة لي وبنتي بعطر المكان وقد كان…عاجلتنا الأيام ولم تلتفت لملتفت سواء غصه بعبرة او تنسم ذكرى… فكان الجرح يتقاسم ضحكة ضفاف الراين لصديق الدكتور مرعي الذي واساني بالعبارات الآتية: الراحلين بصمت
إلى الذين يفرون من الحياة خلسة وبلا وداع والراحلين في دروب اللاعودة وإلى الذين مزقوا أكبادنا بلاهوادة والذين استنزفوا منا ذبالة العمر المتهاوية خلف شرنقة الضوء وفي آخر قطرة من زيت قنديل العمر الدامي الذي ظل رهينة الأسى والأحزان على من رحلوا بلا ايماءة عابر أو وداع على قارعة رصيف الزمن القاتم لابد أن نقول؛؛
أخي سوف تبكي عليك العيون
وأسال عنك دموع المئين
فإن جف دمعي سيبكيك الغمام
يرصع قبرك بالياسمين… ..