تقول الكاتبة السورية. غادة السمان
"لا أستطيع الاقتراب كثيرًا من الناس المدللين الفارغين عاشقي المظاهر الاجتماعية. كثيري الثرثرة والضجيج، ولا أجد بيني وبينهم أية لغة مشتركة."
وأنا أقول لقد أجادت بجوهر قولها
فما أجمل أن تصافح أرواحاً تفهمك تعانق خيالك تشاكسك أحياناً لترتقوا سوية…
أجمل بكثير من ذلك الصدأ الذي أكل مركز التفكير الجوهري لدى المصابين بداء الانتفاخ والتلوث الفكري… مُقزز جداً ذلك المُتعنضل الفارغ والمصاب بتضخم الذات الاستحمارية اللاهث خلف المظاهر البالية وطرابيش الوجاهة ،أكثر من ضجيج الطبل الفارغ
تجذبني دائماً الشخصيات الملتصقة برحم الأرض المتحدة أهدافها، شخصيات مُلهمة ومُثرية تتعثر وتنهض لتسجل درجه في السلم الذاتي…مجتمعنا جعل من الفارغين مشاهير، ومن الحمقى مؤثرين.
للأسف انقلبت كل الموازين في مجتمعاتنا وبات تكريس الرداءة سمة بارزة وخلق في المجتمع قدوات وهمية تخدع أبنائنا…ليس المشكل هذا حسب عندما ينجرف متعلمي أبناء الريف وصفوتهم صعوداً نحو قاع قيم دخيله على مجتمعنا الريفي ولم تمت له بصلة وكانت بضاعة لا تسام بثمن لبخس سعرها… من يتعمد نفخ البالون فهو….
إما أن ينتظره حتى يفرغ من الهواء
او ينفجر في وجهه
أو يقوم بإفراغ البالون بنفسه
وفي كلا الحالات هو خاضع
لذلك البالون والظروف المحيطة به رغم أنه أقدم على نفخ البالون باختياره
ذلك هو حالنا عندما نُلزم أنفسنا
بعلاقة مع الأشخاص مصابي بتضخم الذات الوهمي… بعض الناس تراه فتظنه جبلاً، لكن حين يبوح ما في أعماقه لم يكن إلا كيس قمامه… والأدهى والأمر من صورة تضخم الذات حين يصاب بهذا المرض من يكون ذا منصب اجتماعي أو ثقافي أو فكري فيكون عندها تختلط الأوراق في المجتمع فلا تدري من الرأس ومن الذنب… وصدق المؤلف الإيرلندي "أوسكار وايلد" يقول:
«لكي تكون ذا شعبية، كُن تافهًا.»ً
ما هو جوهر كفاءة الشخص التافه؟
يجيب الفيلسوف الآن دونو في كتابه نظام التفاهة : إنه القدرة على التعرف على شخص تافه آخر معا يدعم التافهون بعضهم بعضاً فيرفع كل منهم الآخر
لأن الطيور على أشكالها تقع.
هزمت الوجاهة الحقه أمام التفاهة الحقه… فمن هو الوجيه .يبدو أن «الوجاهة» تخلّت، أو تكاد أن تتخلى عن معناها، عن ألوانها، هي اليوم تبحث عن تحديد من هو الوجيه حقًا لكى نميز بين من يريدون أن يفرضوا أنفسهم قسرًا بصفتهم وجهاء، وبين من هم وجهاء حقًا وفعلاً، بعد أن وجدنا من يقدمون أنفسهم الوجاهة في قواميس ومعاجم اللغة العربية تعني المكانة، القوة، الجاه، النفوذ، المرتبة الرفيعة، والوجيه من يسير على درب الاستقامة والرشادة .ولا يعمل وفق قاعدة المهم الشهرة طز على الأخلاق!
حقيقة القردة إذا عجبتها جمال فضيحة طيازها تلعب تقلات فما أكثر تقلاتنا الاجتماعية.… .
