أتمنى ألّا تُصدِقوني وأنا أتكلمُ عن رؤى الأيام هذا إن صدقتُموني لكني سأتكلمُ آملاً بعدمِ تَصْديقِكُم بأني لا أعرفُ كيف أصفُ أو أقربُ صورةَ تِلكَ الأفلاك العائمة في مجرةُ رأسي مع سَديم الأفكار التي تغشاها وتقول: "بأنّي مؤمن ألّا وجودَ لِتلكَ المجرة سوى انها أحد أعراض حُمّى الخيال "! عجبا فكيف أشعرُ بِدورانها وتأثيرَ جاذبيتها وثِقَلها وقد إتخذت من خيوط الهواجس فَلَكً لها وانا أشعر بضعف تلك الخيوط وأسمع أنينها بإقترابها من التمزيق ولا وجود لها وأنا أميلُ حيثُ تميل ؟ شيئ غريب ولا يصدق ! أيُعقَلُ أنها تحت وطأة كوكب الماديات المحسوسة الكامنة في أعماقنا و التي تطلب مِنا أحيانا أن نجسها بأناملنا لنتاكدَ من هويتُها المادية ؟

هل لتلك الأفلاك فصول بما انها تدور ؟

-توقف مالذي تريد إخبارنا به؟

-حقيقةً أنا لا أريد اخباركم لأننا في القرن الحادي والعشرين و هل تتوقعون أن أخبركم بشيئ لم يخبركم به علماء الدنيا؟

لكن أريدكم ان تستشعرون لِتُجيبونَني 

كيف أن لشيئ غير ملموس أن يبرحك كل هذا الكم من الصَفعات ولا وجود له؟ 

-وما هي تلك الصفعات؟

-دعوني أخبركم بفصول ذلك الفلك الدائر قبل الصفعات وكيف لتقلبات فصوله الغير ملموسة أن تؤثر على فُصولِنا بصفعات ملموسة، هل سبق وكنت تتعرق في شهر تموز حيث الحرارة اللاهبة بسرابها الذي تُكذب ناظرك عندما إجتاحتك رياح سبتمبر بصريرها وأثلجت داخلك فرجفت وشعرت بالشتاء بمجرد انك إمتطيتَ سفينة الاشتياق أو إستغشيت بمن تحب

تلك هي صفعة إنقلاب عالمُك الداخلي هو ذاك فصل شتاء الروح الشعورية، تلك هي صفعةٌ من الغير ملموس وكيف أنها أثرت في فصولك خارج جسدك وأصبح صيفك شتاء.

هل سَبَقَ وكُنتَ في فصلِ ٱلربيعُ حيث زقزقةُ العصافير والفراشات الخاطفةُ لبصرك والالوان الزاهية والنسائم العليةُ العطرةُ تأتيك من بين سيقانِ الورد الطرية ومن على أوراقها الزكية عندما أحسَسْتّ بتساقط أوراق أشجار الخريف داخلك وفي روحك على الأرض مندثرة في أعماق اللاعودة برحيل مَن تُحب على متنِ نجم هوى في ثقب أسود داخل مجرتك وأنت تراقب المشهد فقط ولا تنبس ببنت شفة.

نعم تلك هي رؤى الأيام مجزئة منها ما تعيشها داخلك أما تحيا بها او تموت منها ومنها ما تَعيشَها خارجُك فأمّا تخيبُ أو تَظفُر


تم عمل هذا الموقع بواسطة