بالنسبة للإنسان الذي يخرج من وطنه صفر اليدين إلا حقائب الوجع ويرتشف كأس المرار لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه كمنفى روحي لكن وطن من نسج الخيال وتوكيد الاحتشاد النفسي والملجأ الروحي فيه في الغربة الوطن يسكننا ولا نسكنه نجد أنفسنا وجها لوجه مع بيادر أشيائنا لكن في كل مساء تخفي دمعتك عن أبناءك خشية انهيار جدار الصمت لديهم فالأبناء يوجهون إلينا خناجر الشفقة المسمومة التي تنبت بالصميم لتخط خطها العفريتي بمناط القلب وزعانف الوجدان أبكي…أبكي… أبكي… بصمت ونشيج يزمجر في غياهب الروح لا يسمعه أحد غيري.
"فلا نجد من حولنا جليسًا نستطيع أن نسكب بوحنا و نفسَنا إلا بنفسنا، ونفضي إليها بأمان .
هكذا أنا تكتمل إنسانيتي بلحظات الضعف التي أمر بها لا أتشاكس مع أللاشعور اتوحد بكل الاتجاهات وتتوقف بوصلة الانا.. .من قال بان الرجال لايبكون فانا لا أحترم رجل لايبكي ولا امرأة لا تعرف لغة العيون… بكى الأنبياء والصالحون… فقط العفاريت التي تفسد النفوس لا تبكي بئس ذاك الموروث الذي علمونا إياه بأن الرجال لا تبكي ولم يعلمونا أن سكب الدموع جزء من إنسانيتنا التي يصعب اخفاؤها بكاء الرجل يكون من القلب فدموع القلب أبلغ أثراً من دموع العين. دمعة الرجل دمعه انهيار لا تذرف بسهوله فبها يحطم كل معاني الكبرياء والمنعة والأنفة.
الرجل أعلم وأخبر بمعنى نزول دمعته فهو لا يبكي إلا إذا فقد كل شيء ربما تبكي المرأة لا لشيء
لا يعلم قيمة الوطن إلا من اكتوى بجمر صقيع الغربة وتلوى بنيران فراق الأحبة وأجهشت خلاياه بالنشيج بجسر الوداع… تصور وأنك تخرج من بيتك وأهلك ووطن لا تملك إلا أن تلتفت يمنة ويسرى لترى شموع روحك وبلسم جراحك الذي ربيتهم بدمع العيون هل يا ترى افقد عمر ام ابتهال ام حمودي ام زينب ام الكل رباه أنها لحظة توقف الضمير الإنساني والتيه الروحي…أم يصل بك الحال أنك تتمنى أن حظي بك مجرمي الإنسانية أمنيتك المفضلة أن لا تقتل أمام أبناءك إنه أصبح حلم كل أب هذه اللحظة مجرد التفكير فيها قاتل أن يبق جرح لا يندمل يعكر صفاء وروح أبناءك… شكراً بيداء لهذا التقريض لقد أنكأت الجرح و أيقظت مارد الأيام,
ما بالك وكل يوم توجه لك زينب تلك الطفلة البريئة بابا بقيت العابي في بيتنا بزمار هل سنعود إليها وأنا أجيبها كاذباً نجدها لأنها بأيدي أمينه (أولاد البغايا) أجيبها وأنا أتذكر فطور أمي رحمها الله عندما تطهي لنا الطعام فتضعه وتقول ياريت أخوك مجاز يحب هل أكله كم أنت عظيمة أيها الأم وكم أنت عظيم أيها الأب… لا أملك إلا أن أقول سلم بوحك أختاه.
بيداء علوان
همست في أذن الزمن التالي؟
أصحاب العيون الجميلة أخطاؤهم حسنات
وصلتني هذه الهدية بعد انتظار شغفي بالقراءة صار أقل بمرور السنين وتعب العيون لكني مع همسات في ضمير الزمن استرجعت شغفي ولهفة السطور ومسك قلم لتحديد أجمل العبارات وأكثرها جمالاً فكانت هذه العبارة
أصحاب العيون الجميلة أخطاؤهم حسنات تذكرت عيون أولادي وغفراني لهم بعض أخطاؤهم
الكتاب تجربة شخصية مع التهجير القسري ومع الخوف الدائم على الأهل والأسرة تجربة لا يجتازها إلامن كان إيمانه أقوى من بطش داعش والخوف من رعب الأيام المحملة بالجوع وبرد الشتاء وتقلبات الفصول في الخيام وأمراض الطقس وشحة الدواء سطور تجعلك تعيش التجربة وتتفاعل مع الناس فيها في مواقف الكرم والنخوة وحتى مواقف الخوف والرعب من المجهول المهدد للسلم المجتمعي قرأت الكتاب وأنا في سكون عجيب من قابلية العراقي والسوري على التعايش رغم أنا سمعت قصص عن السوري عكس ما ذكره أبو عمر لكني رجعت وقلت هكذا هو المسلم الصحيح لا تغيره ظروف قاهرة ولا سياسة دول استمتاعي بالقراءة وبالقصص جاء من وحي أنها واقعية قد يمر بها أي منا لكن تختلف استجاباتنا في نفس الظروف عن الكاتب ومن حوله شكراً أبو عمر جهودك المباركة وأتمنى أن
أقرأ المزيد من ثر قلمك الرائع. (يتبع المقال الصورة اللاحقة مخيم الهول المنشأ للاجئين العراقيين في سوريه والذي لم يبنى مصادفة فيه صناعة التهميش الإنساني سكناه شهراً لكنه كان دهراً عند عودتنا لتربة الوطن بتاريخ 24\7\2017م)